في شهر آذار عام 2011، اندلع العنف في درعا بعد اعتقال عدد من المراهقين والأطفال بسبب مشاركتهم في كتابة بعض العبارات السياسية على الجدران . وبدأت المظاهرات السلمية المناهضة للحكومة نتيجة لذلك، وكل هذا بدأ يتصاعد سريعاً وتم قتل العشرات من الناس عندما قامت قوات الأمن الحكومية بالقصف العنيف عليهم.

قد شهدت كل سنة من سنوات الصراع نمواً هائلاً في أعداد اللاجئين. وفي شهر تموز عام 2012، كان هناك 100,000 لاجئ،

حيث أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق واستدعت دبلوماسييها، وأعلن مجلس التعاون الخليجي أن دوله الأعضاء ستسحب سفرائها من دمشق وتطرد السفراء السوريين الموجودين في بلادها. وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في هذا العام، قراراً غير ملزم يؤيد خطة الجامعة العربية من أجل تنحي الأسد. وبلغ عدد الأصوات المؤيدة 137 صوت مقابل 12 صوت وامتناع 17 عضو عن التصويت.

واجتمع في تركيا المبعوث الخاص للأمم المتحدة  “كوفي عنان” مع مسؤولين حكوميين ومعارضة سورية يدعو فيه إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين والسماح للوكالات الإنسانية بتقديم المساعدات الحيوية إلى المحتاجين.

كما أن المعارضة السورية وافقت رسمياً على توحيدها كائتلاف وطني لقوات الثورة والمعارضة السورية.

في بداية عام 2013، كان هناك 1.5 مليون لاجئ ويقدر مجلس الأمن الدولي أن عدد المدنيين الذين قتلوا في الحرب الأهلية التي دامت عامين في سوريا يقترب من  70,000.

كما طالبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية إجراء تحقيق عاجل في مزاعم النشطاء السوريين بأن حكومة الأسد قد استخدمت الأسلحة الكيميائية في هجوم على المدنيين في 21 آب. ويقدر أن أكثر من 1300 شخص قتلوا في الهجوم الذي حدث خارج دمشق، وكثير منهم من النساء والأطفال.

وفي شباط عام 2014، انتهت جولة ثانية من محادثات السلام في جنيف بسويسرا دون إحراز أي تقدم حول قضية إنهاء الحرب في سوريا. وقد أعيد انتخاب الأسد، حيث أفيد بأنه حصل على أغلبية 88.7٪ من الأصوات في أول انتخابات في البلاد منذ بدء الحرب في عام 2011.

الوضع في سوريا كان ينتقل من سيء إلى أسوأ عندما بدأت الأطراف الخارجية شن ضربات جوية في خريف عام 2015، مع زيادة عدد الضحايا المدنيين والأسر التي اضطرت إلى مغادرة ديارها بحثاً عن الأمان.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض “جوش ايرنست” أن الولايات المتحدة ستنشر قوات العمليات الخاصة ليتم إرسالها إلى الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا. وستساعد القوات الأمريكية القوات الكردية والعربية المحلية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مع تقديم الخدمات اللوجستية بالإضافة إلى أنها تعتزم إلى تعزيز جهودها.

في كانون الأول عام  2016، تكثف القتال في مدينة حلب وسقطت شرق حلب التي كانت تعتبر المعقل أو الحصن الأخير داخل المدينة. واضطر الناس إلى الفرار من منازلهم وإجلاء المدينة. كما التقينا في المناطق الشمالية لسوريا مع أولئك الذين تمكنوا من الخروج بشق الأنفس ومعهم بعض الإمدادات الحيوية اللازمة. والآن، تم تشرید عدد أکبر من السوریین.

ويذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه حتى شهر آذار 2017، كان قد فر أكثر من 5 ملايين سوري من البلد، وأكثر من 3 ملايين في تركيا، وأكثر من مليون في لبنان، وحوالي 650،000 في الأردن، والعديد منهم موزعين في بلدان أخرى مختلفة، بالإضافة إلى أن هناك 6.3 مليون شخص من المشردين داخل بلادهم وهم بحاجة إلى المساعدة.

ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، كان هناك حاجة إلى 4.6 مليار دولار في عام 2017 لتوفير الدعم في حالات الطوارئ وتحقيق الاستقرار للأسر في جميع أنحاء سوريا، ولكن للأسف تم تلقي أقل من نصف هذا الرقم.

ومن الأهمية أن تمول الجهات المانحة والحكومات وصناديق الأمم المتحدة برامج الطوارئ ومشاريع الإدارة الطويلة الأجل التي تعالج الأسباب الكامنة وراء النزاع، و أن تبني القدرة على الصمود، وأن تعزز المجتمعات السلمية من أجل مستقبل مستدام.