(تجارب الإدارة المحلية بعد الثورة السورية)
:مقدمة
عندما بدأت الثورة السورية في ربيع عام 2011 قام النظام الحاكم بقطع الخدمات الاساسية عن كل المدن والبلدات الثائرة وسحب كافة العاملين في قطاع الخدمات والمجالس المحلية في هذه المناطق ضمن اطار تطبيق سياسة الحصار ومنع الغذاء والخدمات عن هذه المناطق لمعاقبة السكان بشكل جماعي وهذا أدى إلى تضرر عدد كبير من الأشخاص في كل مدينة أو بلدة و هنا بادر بعض الناشطين الى تنظيم أعمال الاغاثة والخدمات في هذه المناطق وتقديم بعض الخدمات الأساسية للمحتاجين منهم، لكن سرعان ما بدأ حجم الاحتياجات بالاتساع، للدرجة التي لم يعد يستطيع الأفراد أو المجموعات الصغيرة الاستمرار بتقديم الخدمات والمساعدة لوحدهم دون التعاون والتنسيق مع الآخرين وهنا بدأت تنشأ فكرة المجالس المحلية
وكانت ادارة هذه المجالس تتم من قبل الأشخاص والمجموعات التي استطاعت أن تقدم خدماتها لعدد أكبر من المحتاجين. وكان أغلب الدعم المادي أو العيني يقدم من قبل أفراد سوريين داخل سورية أو خارجها، إلى أن أصبحت الحاجة كبيرة وبدأت حملات جمع التبرعات خارج سورية، والتي شملت أفرادا ومنظمات من كافة الدول القريبة أو البعيدة
تمثل المجالس المحلية النواة الإدارية الرئيسة في المناطق المحررة وبالنظر لأهمية وجود مجالس محلية فعالة وذات مصداقية، فمن الضروري العمل على تقييمها من اجل رفع كفاءتها في تقديم الخدمات وادارة المجتمع المحلي
وقد تطورت المجالس المحلية خلال الثورة السورية من النواحي الإدارية والتنظيمية و علاقتها مع المجتمع المحلي وبعد مرور هذه السنوات على بداية التجربة كان لا بد من دراستها بشكل علمي لاستخلاص الدروس المستفادة وتطوير التجربة
لذلك قررت منظمة التنمية المحلية عقد جلسات لمنتدى الحوكمة و المجالس المحلية لعرض تجارب الإدارة المحلية بعد الثورة بحضور أعضاء من المجالس المحلية في عدد من المحافظات وتم الحديث عن هذه التجارب في نشأتها وتطورها التنظيمي و أهم الخدمات التي قدمتها والايجابيات و السلبيات التي رافقت عملها
للتحميل اضغط هنا